القدر المقسوم .. معسكر الإنتماء ومعسكر الانتفاع* بقلم : أ . مؤيد شريم

مراء ٌ ظاهر ... جدل مستشاط يصل الى قعقعة النفس ... غبن يغلف أنوار الحقيقة ... لبس يجعل الحليم حيرانا
صمت كصمت اهل القبور وزعزعة في القلب لما ستؤول إليه الأمور ...

آصرة الانتماء مفهوم يستقر في الضمائر والأخلاد .. مفهوم يندفع بذاته دون مثير بل تضحية نبيلة وعجيبة تصل إلى حد الموت دون تردد ودون إنتظار عوض أو شكران ... الانتماء إستقاء في النفس وطمأنينة في القلب استقامة في المشاعر والخوالج فلا تتأرجح ولا تضطرب ولا ترتاب بفعل الجواذب والدوافع والمؤثرات ... طمأنينة تفتح منافذ الإبداع وتنفض الغبار وتطلق الطاقات حتى ترتاد الآفاق ... انتماء يمسح الآلام والمواجع ويسكب العطاء في كل المحافل والميادين انتماء تتداعى له المشاعر ويتطاول بنور الكبرياء على كآبة أطياف الهموم ... انتماء يقتحم القلوب المغلقة ويرسم على جدران التضحية أحلى وسام ... انتماء غير ذي عوج ينطلق من عقاله نحو الأمام ... انتماء ما ردده المرددون وهتفت به حناجر الغر نحن باقون على العهد سائرون ... سائرون بلا مورد رزق ولا عائل ... سائرون نجفف موارد الفقر ونفجر ينابيع العطاء دون كلل أو ملل ... سائرون نزرع الأمل أوتادا ونهزم قوافل الأنا أبدا .


يلج في النفس هوى الانتفاع يصرخ بأعلى صوت وينادي ملء السمع والبصر لقد ولدت يتيما ً وما زلت فقيرا ... تتأزم الفاقة قتورا بين يدي ... انقطع الزاد وأشرفت المحرقة نحو صدري ... تحرقني ... ضع عبئك الذي أثقل ظهرك ... ضع عنك الولاء ... فأنت لست من أهل السماء ... ضع القيود ... ضع العهود ... والفظ قسم الاستعباد ... اطمس ذاكرة الأيام ... فلا أواصر الإنتماء تعصمنا من الفقر ولا محضن نادوي يقدم لنا العون حسبي أني عشقت الكرة فخرجت من بطن أمي لاعبا ً ورضعت من ثدييها مهاراتي وهتفت الجماهير بأسمي وأنا أحبو وإذا بدهشة المفاجئة تم أسري ونقلي إلى حظيرة الإنتماء والولاء والإستعباد ... إستعبدوني في زمن ولى فيه الرق ... علموني اصبر فالصبر هو زاد الطريق اصمد وكافح فأنت عنوان المرحلة .

هدوء في اغوار النفس ... صمت لا يبالي ...
صوت يعلو ... لا لن أغادر قلعتي ... لا لن اجنح عن استقامتي ... سأعلن الولاء لمعسكر الانتماء وسألعن كل نفس ترادوني بالانتفاع .


ملاحظة : هذه الكلامات كتبت لكل لاعب ترك ناديه ألام من اجل الانتفاع المادي .

** عضو الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم