الأسكافي

الأسكافي
مهنة تراثية من عُمق الماضي
بقلم : الداعي بالخير : صالح صلاح شبانة
بقى اسكافي أيام زمان ، بسيط بساطة الزمان ، لا بعرف (التنك) ولا (اللوجيا) ، بسيط المعرفه والعلم، بسيط المعدات
كل عدته من حطام ها لفانيه سنديان وشاكوش ، الحيله ولِفتيله ، ومريول شادر خيمه يلبسه ، وكلبه اسنانها ماضيات
كل ما انطعج مسمار سحبته ورمته ، تيحل محله مسمار صحيح ، يعطي المشايه وضعها ويشد اصداغها المهريات
و عَ جنبه اليمين سطل مية نعل ، اعتاد يشم ريحته البهيه ، يسحب منه كل نفس وأخوه ، لزوم نقع الصرامي والمشايات
وربطة نعل برنجي ، يطبع الصرمايه عليها ، ويحزها بالخوصه ، ويسن الخوصه ويقصها عَ الميلي والشحطات
والكعبيه يتفنن بقصتها ، وبعد ما تشرب ها لصرمايه من مية ها لنعل وترتوي ، وينفضها نفضتين ثلاث نفضات
يقلبها عَ السنديان ، ويرشمها مسامير عَ الداير مندار ، وبتطلع من تحت ايديه مشايه برنجي ، ما لبسوا أختها البكوات
*******************
إسكافي أيام زمان بقى صانع مبدع ، وشغلته وعملته يخلق اشي من العدم ، خبير بالأوضاع ، يراعي الظروف والحالات
والناس مثل الطنبوري ، صاحب أشهر مشايه في التاريخ الفكاهي العربي ، والسبب الفقر والحاجه الرعنا ما بتلبي الطلبات
حتى التصليح والترقيع ، ومش كل من صَلّح ورَقّع صَلّح ورَقّع ، الشغله بدها خبره ، وبتلعب فيها المناصب والمستويات
في نعل، وفي كاوشوك من عجل اطّرَك عتيق ، انتهى عمر فوق عمره الأصلي ، وصار خطر عَ كل اشي بدِّب عَ الطرقات
بستعمل منه السكافي الذكي نعل رخيص للطفرانيين ، وللي أطفر من الطفرانين فرطه ، بفتح للابسها في بوزها هوّايات
وتلاقي رجل اللي لابسها مثل خف الجمل ، إن داس على مسمار بطعجه ، وبتتحدى رجله السكافيه والصنايعيه الخواجات
رجله عمرها ما لبست مشايه ، يسرح في الخلا ، يدوس الشوك والقُندّيل ، ويدوس حجار الصوّان اللي مثل المسامير مبَوّزات
*******************
بقى السكافي حكيم ، يسمع كثير ويحكي قليل ، خصله السكافيه حكمتها المهنه ، لأنها ثمامهم بالمسامير وقت الشغل معبيات
ولمّا تجيه مشايه مخزوقه ، يقطع جلده عَ لونها وخيط من لونها ، إذا الزبون من علالي البلد وكراسيها اولاد الذوات
واذا الزبون من موديلنا ، مهما لاح يا فلاّح ، جلده تسد طاقة الهوا ، وهي رقعه والسلام ، وما في ضروره للمناظر والشكليات
جلده حمرا لبلغه سوده ، إن ما لاحت سودا ، ولاّ أي لون ، المهم في حصيلة المسأله تصليح وترقيع وتسكير الهَوّايات
يقص خيط من ها لموجود ، يجرّه أكم من جَرّه على كعبول شمع نحل ، تيعطيه قوه رهيبه ، وشوية خصائص ومميزات
ويصير يغز في المخرز تيفتح للأبره طريق ، على طريقة الجيوش في المعارك البريه ، بتتقدّم قدّام المشاه الدبابات
ويصير يخيط في ها لغرَز البهيه ، اللي كلها فن ومفهوميه ، حسب قوانين هذاك الزمان ، ترى الغرزه مثل الهويه والبصمات
*******************
وبقى السكافي واحد من أهل البلد يجري عليه ما يجري على الناس ، من شظف العيش وندرة الدراهم ، وتقاليد الأجره المرعيات
بسكفن ها لصرامي والمشايات عَ طول السنه ، ويقيّد عَ الدفتر ، ولاّ يخزنها بذاكره من فضل الله رهيبه بحفظ وتخزين لِحسابات
ولمّا يهل الموسم علينا وعليكم بالخير ، أبصر شو يطلعله ، عرام قمح ولاَّ كيلة شعير ولاَّ قفة تبن ، ولاَّ صاع حمص عَ فول من القيطانيات
يقبضهن سالم غانم ، أجره وعرق جبين ، ويبوس إيده وجه وقفا ، حمد وشكر ، ويدعو مولاه ، نعمه يا رب تحميها من العثرات
واذا السما بخلت با لمطر ، وكشّرَت الحاجه عن انيابها السوده السامّه ، وعم البلا عَ الناس ، وواجهتهم قسوه وصعوبات
تتأجل مثلها مثل أجرة الحلاق ، مثل أجرة الخطيب ، إلا قرض المرابي اللي بتلمّض عَ دم الفلاح ، تيسحب من تحت اسنانه الوطايات
شعب بقى بسيط ، صحيح الحياه قاسيه وكلها ضنك وشقا ، بس بقت مليانه بالمُثُل العليا ، بقت مليانه بالمحبه والمثاليات
تقرأ بلهجة أهل سنجل

شكرا الك
على موضوعك

شكرا على هذه الكلمات
بالتوفيق

انت نبع من الابداع
بوح عذب بعطر الحب
ينثر الغرام فوق سطور الحب
دمت بخير

ارتشفت منا العيون اجمل الاحساسيس سلمَ فيك هذا النبض
ودمت بالحب غارق
لـ تنهل علينا جميل بوحك
تقبل حضوري في صرحك الجمال مع خالص الاحترام
زهور الياسمين لشخصك

كتابه رائعه
من استاذ رائع

شكرا الك
استاذنا الكريم
على هذه العبارات والكلمات
الممزوجه بالاحاسيس الصادقه

تقبل مروري

روعة جداً ما كتبته
واحساسك فاق كل الروائع