المرأة المطلقة

المرأة المطلقة
بقلم :الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
هناك مثل شعبي يقول : (احذر من المرأة المطلقه والأرض المعلقه) ، وقد عشق أحدهم امرأة مطلقة من خمسة أزواج ، وقرر أن يكون زوجها السادس ، ولكن أهله وقفوا بوجهه سدا منيعا لمنع تلك الكارثة ، واستشهد لهم بمثل شعبي يقول : (من حب عبد عبده) ، ولكنهم استشهدوا له ببيتين من الشعر هما :
إذا رعيت ارعى النوّار، والمرعي لا ترعى فيه
وان ركبت اركب لِمّهار ، واللي عَ ايديك بتربيه
وعندما احتدم الجدل بينهم ، ومن قوانين ذلك الزمن عدم إعطاء الأبناء حرية الزواج ، لأن الزواج ليس متعة رجل بامرأة وحسب ، بل وينسحب عليه نسب ومصاهرة ومصير ، ويجب أن يستوفي حساباته كاملة ....!!!
قرروا الإحتكام إلى اهل الرأي والمشورة ، وأن يكون رأيهم ملزما للجميع ، وقرروا اختيار شيخ عشيرة العدوان آنذاك الشيخ الشاعر العاشق (نمر بن عدوان) ، حيث كان صيته في الآفاق ، وقصة حبه لزوجته الراحلة وضحا نار على علم ، ولمثله في هذه المسائل رأي لا يشق له غبار ، وسيكون مرضيا للطرفين ومحايدا...!!!
وقام وفد مع العريس بالتوجه من فلسطين إلى مضارب العدوان ، واستقبلهم القوم بالترحاب ، وقاموا بواجب ضيافتهم على ما يرام ، وبعد الثلاثة أيام والثلث على عادة البدو سألهم الشيخ نمر عن سبب الزيارة ، فأن كان لهم عدو أعانهم ، وإن كان لهم مغرما أوفى لهم ، فقالوا :
لقد سمعنا يا شيخ عن رجاحة عقلك وسداد رأيك ، وبين أيدينا قضية ، أردنا طرحها عليك ، ورأيك ملزم للجميع ، فقال الشيخ : هاتوا لنرى ..!!
قال كبيرهم :
- ما رأيك يا شيخ بالمطلقة من أول رجالها ؟؟ فقال الشيخ
-مهيره وعليها جلالها ، أي مهرة مسروجة..ولا غبار على من امتطى سرجها ...!! قالوا :
- والمطلقة من ثاني رجالها ؟؟ قال لهم :
عندالمنام بترخي دلالها ، أي لديها خبرة ومعرفة بالعناية بالزوج ...!!!!-
- ومن ثالث رجالها ؟؟ فقال لهم :
بتضحك عليك تتربي اولادها !! -
من رابع رجالها ؟؟-
مثل الخمّه الخامّه من غلالها...!! أي غلال تعفنت وفاحت رائحتها النتنة ولا تصلح إلا للكب!!
ومن خامس رجالها ؟؟ -
عندها نهض الشيخ وقال:
ما إلكم عندي قضيه لا إلك ولا إلها ...!!! -
وهكذا عادوا أدراجهم بعد أن تأكد الشاب من عدم جدوى تلك الزيجة الخائبة ، واقتنع بصحة المعارضة الشديدة من أهله ...!!!
تدل الصورة التراثية على الحض على دوام الحال ، وأن المرأة التي تنتقل من رجل إلى رجل ، غير مرغوبة ، وخصوصا في حالات الطلاق ، وامرأة اختلف عليها خمسة رجال وتطلقت منهم تكون هي السبب بالتأكيد ، وأن أكبر مشاكلها أنها تعاني من شبق جنسي شديد ، ومصيرالزوج السادس سيكون الطليق السادس ، فهي على ما يبدو تبدل أزواجها مثل أحذيتها إن لم يكن أسرع ، والرجل في حياتها موضة ، وعنصر الزواج السكن والمودة غير متوفر في هذه الحالة وعليه فعلى راغب الحياة الطبيعية أن يبحث عن البكر ، أو يبحث عن سبب الطلاق ، لأن الطلاق أحيانا يقع كعلاج ناجع عند استحالة الحياة ، كالبتر الذي يقوم به الجرّاح في نهاية المطاف ، وقد تكون المرأة مظلومة ، أو يقع غش وتدليس يؤدي إلى تلك النتيجة ، أو عداء مزمن بين العائلتين ، أرادوا طي صفحته بزواج مصلحة تكون ضحيته المرأة ، كما كانت تهدى في مصر للنيل ، حتى أبطلها إمام الأمة العظيم ، أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه وأرضاه ، إلا أن الطبع غلب التطبع ..!!!
مع عدم إهمال رأي أصحاب التجربة والحكمة ، كرأي الشيخ نمر العدوان رحمه الله تعالى ، الذي كان يفيض بالمعرفة ، وهو من كبار شيوخ البدو ، بل تميز عليهم بالعلم والمعرفة ، حيث كان نادر الحدوث آنذاك ...!!!
أما الأرملة فهي تختلف ، حيث شاء الله عز وجل أن يختار شريك حياتها إلى جواره ، وليس لها يد ولا سبب فيما حدث ، ومن حقها إكمال المشوار مع رجل آخر ...!!!
مع عدم إهمال تراث الآباء والأجداد وأخذ الإيجابي منه ، والأمثال هي خلاصة الحكمة ، كما أن الله عز وجل ضرب لنا الأمثال في كتابه العزيز ، والقرآن الكريم زاخر بالأمثال .


http://www4.0zz0.com/2010/03/27/12/668939012.jpg
الداعي بالخير
صالح صلاح شبانة

ولك الشكر عزيزتي