ولا يختلف اثنان على أن إيتو من أبرز النجوم الموهوبين الذين أنجبتهم القارة السمراء على مدار التاريخ وأنه الوحيد الذي كان قادرا على انتزاع جائزة أفضل لاعب في العالم ، الذي أبعدته عنه الإصابات أكثر من مرة.
وتمثل بطولة كأس الأمم الأفريقية المقبلة "أنجولا 2010" التي تنطلق في العاشر من الشهر الجاري ، تحديا خاصا لإيتو ، حيث انها تمثل له حياة ، أو موت ولذلك يخوضها بشعار "أكون أو لا أكون".
وليس غريبا أن تكون هذه البطولة مصيرية للنجم الكاميروني المتألق ، فرغم تربعه على عرش قائمة هدافي بطولتي كأس الأمم الأفريقية الماضيتين ، عامي 2006 في مصر و2008 في غانا ، برصيد خمسة أهداف بكل منهما ، بددت ضربة جزاء طائشة سددها هذا النجم أحلام الأسود في استمرار مسيرة الفريق في بطولة عام 2006 ، واخفق في هز شباك نظيره المصري في المباراة النهائية لبطولة 2008 .
وتحول الأسطورة إيتو ، بسبب هذه الضربة إلى متهم وألقت الضربة بظلالها على أهدافه الخمسة التي أحرزها في البطولة ، حتى خرج مع فريقه صفر اليدين.
وعندما وضع البرتغالي آرتور جورج ، المدير الفني للمنتخب الكاميروني ، آنذاك نجمه إيتو على رأس قائمة اللاعبين الذين سيسددون ضربات الجزاء في مباراة الفريق أمام كوت ديفوار في دور الثمانية ، ليبدأ بنجم كبير يتمتع بالخبرة وبهدوء الأعصاب لم يكن يعرف أن إيتو سيكون الطريق إلى وداع البطولة بالهزيمة أمام كوت ديفوار 11/12 بضربات الجزاء بعد انتهاء المباراة بالتعادل 1/1 في الوقتين الأصلي والإضافي.
ولسوء حظ إيتو أن الفرنسي هنري ميشيل ،المدير الفني للمنتخب الإيفواري انذاك، فكر بنفس الطريقة ، فوضع نجمه الأول ديدييه دروجبا على رأس اللاعبين المكلفين بتسديد ضربات الجزاء ليزيد الضغط على إيتو الذي خاض منافسة خاصة مع دروجبا في هذه المباراة.
وفجأة وبضربة جزاء طائشة تحول النجم الكاميروني الفائز بلقب أفضل لاعب أفريقي أعوام 2003 و2004 و2005 من "بطل قومي" إلى "متهم" أو كما يقال بالانجليزية "فروم هيرو تو زيرو" أي (من بطل إلى لا شيء).
ونجح إيتو في أن يترك بصمة حقيقية في بطولة 2006 ، حيث سجل ثلاثة أهداف في مرمى الفريق الأنجولي ، اتبعها بهدف عالمي في شباك توجو. وكان الفريقان اثنين من ممثلي أفريقيا الخمسة في كأس العالم 2006 بألمانيا.
كما أحرز هدفا آخر لفريقه في مرمى الكونغو الديمقراطية في ثالث مباريات الدور الأول ليرتفع رصيده في البطولة إلى خمسة أهداف على قمة هدافي البطولة.
بيد أن جماهير الكاميرون لن تنسى لايتو أنه كان السبب في خروج فريقها من هذه البطولة بعد أن كان أقوى المرشحين للفوز بلقبها.
كما تكرر نفس الشيء في البطولة الماضية حيث سجل ايتو خمسة أهداف في البطولة ليفوز بلقب الهداف ، للمرة الثانية على التوالي.
وربما تحفل صفوف المنتخب الكاميروني بالعديد من النجوم أصحاب الأسماء البارزة في عالم الاحتراف وفي أكبر الأندية الأوروبية ولكن صامويل إيتو ، هداف برشلونة الأسباني ونجم انتر ميلان الإيطالي حاليا ، يظل أبرزهم جميعا.
وأعاد إيتو الحياة للأسود قبل بداية بطولة 2006 عندما أكد مشاركته في البطولة الأفريقية حيث كانت تعتمد عليه الجماهير الكاميرونية لإعادة الهيبة الأفريقية إلى الأسود بعد أن أثبت وجوده بالدوري الأسباني.
وتكرر الوضع قبل البطولة الماضية في غانا ، حيث أصر إيتو العائد لصفوف برشلونة بعد فترة غياب طويلة ، بسبب الإصابة على المشاركة مع منتخب بلاده في كأس أفريقيا.
ويشارك إيتو في البطولة الجديدة بأنجولا بدوافع جديدة لتحقيق النجاح خاصة ، وأنه ترك برشلونة مضطرا ، ويسعى إلى التأكيد على فائدته الكبيرة من خلال انتر ميلان والمنتخب الكاميروني.
ونجح إيتو على مدار السنوات الماضية في تعويض المنتخب الكاميروني عن نجومه السابقين أمثال الثعلب الماكر روجيه ميلا والمهاجم العملاق باتريك مبومبا.
بل إن إيتو خرج من عباءة هؤلاء النجوم إلى سماء العالمية وكان الأقرب إلى تكرار إنجاز الليبيري جورج وايا ، النجم الأفريقي الوحيد الذي نجح في الحصول على لقب أفضل لاعب في أوروبا ، والعالم.
ويؤكد الجميع أن إيتو ليس مجرد هداف عادي وإنما قناص من نوع فريد يجيد التعامل مع المدافعين وحراس المرمى بفضل تسديداته القاتلة التي يطلقها من كل زاوية ومن اي مسافة.
ولكن فشله في تسجيل ضربة الجزاء في البطولة قبل الماضية سيدفعه لبذل مزيد من الجهد من أجل مصالحة الجماهير.
تجدر الإشارة إلى أن بداية ظهور ايتو بقوة كانت مع المنتخب الكاميروني وليس النادي حيث شارك لأول مرة في مباراة دولية مع منتخب الأسود أمام نظيره الكوستاريكي في التاسع من آذار/مارس 1997 قبل يوم واحد من احتفاله بعيد ميلاده السادس عشر.
ولم يلبث ايتو أن انتقل لحياة الاحتراف الأوروبي بالانضمام إلى ريال مدريد بعد أن لاحظ النادي الأسباني تألقه ولكن نظرا لصغر سنه وعدم وجود مكان له بين نجوم ريال مدريد انذاك ، اعاره ريال مدريد إلى أحد فرق دوري الدرجة الثانية بأسبانيا لاكتساب الخبرة وحساسية المباريات ، وكذلك التأقلم بشكل تدريجي على حياة الاحتراف.
وكتب إيتو سطرا جديدا من التألق عندما شارك مع المنتخب الكاميروني في نهائيات كأس العالم 1998 بفرنسا ن ولكنه شارك كلاعب بديل في مباراة الفريق أمام إيطاليا في الدور الأول من البطولة ، ولم يستطع إنقاذ الفريق من الخروج المبكر.
واستعاد ريال مدريد اللاعب عقب نهاية كأس العالم مباشرة ،ولكنه لعب مباراة واحدة فقط في الدوري الأسباني قبل أن يعيد إعارته لفترة قصيرة إلى فريق اسبانيول الأسباني واستعاده مرة أخرى ليخوض مع الفريق ثلاث مباريات مع ريال مدريد في بطولة دوري أبطال أوروبا عام 2000 حيث أحرز معه اللقب.
وكانت هذه البطولة ثاني بطولة كبيرة يفوز بها في عام 2000 حيث توج مع المنتخب الكاميروني بلقب كأس الأمم الأفريقية عام 2000 في نيجيريا وغانا وترك إيتو بصمته في البطولة بتسجيل أول أهدافه الدولية ، وذلك في المباراة النهائية أمام نيجيريا والتي انتهت بالتعادل 2/2 ثم حسمت الكاميرون اللقب بضربات الجزاء الترجيحية 4/3 .
ولكن ذلك لم يشفع لإيتو عند ناديه الأسباني حيث أعاره ريال مدريد مجددا إلى فريق ريال مايوركا الذي تعاقد معه بعد ذلك بشكل نهائي مع وجود شرط في العقد يمنح لريال مدريد الحق في نصف مقابل انتقال اللاعب إلى أي ناد ثالث.
كانت هذه التنقلات العديدة وعدم الاستقرار في مسيرة اللاعب كفيلة بالنيل من مستواه الفني ، ولكن عزيمته كانت أقوى من كل ذلك ونجح في أيلول/سبتمبر 2000 في الحصول مع المنتخب الأولمبي الكاميروني على ذهبية كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني ، بالتغلب على الماتادور الأسباني بضربات الجزاء الترجيحية في المباراة النهائية.
كما قاد إيتو منتخب الكاميرون للاحتفاظ بلقب كأس الأمم الأفريقية في مالي عام 2002 بعد الفوز على السنغال بضربات الجزاء الترجيحية أيضا في المباراة النهائية ، وشارك مع الفريق في كأس العالم باليابان وكوريا الجنوبية عام 2002 ولكن الفريق فشل في اجتياز الدور الأول.
وتألق إيتو مع فريق ريال مايوركا بشكل ملفت للنظر أيضا وسجل هدفين ليقود الفريق إلى لقب كأس ملك أسبانيا بعد الفوز على ريكرياتيفو هويلفا 3/صفر في النهائي ن كما لعب في المباراة النهائية لبطولة كأس القارات التي خسرتها الكاميرون أمام فرنسا في باريس.
ومع التألق الواضح لإيتو مع ريال مايوركا وفوزه بلقب أفضل لاعب أفريقي بدأ برشلونة في السعي للتعاقد معه ، مثل العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة ، خاصة وأن ريال مدريد لم يكن لديه مكان شاغر في صفوفه للاعبين الأجانب.
واضطر ريال مدريد وريال مايوركا لبيعه في آب/أغسطس 2004 إلى برشلونة بعقد يمتد أربعة أعوام مقابل 24 مليون يورو ، حصل ريال مدريد على نصفها ولكنه خسر لاعبا بارزا كان بإمكانه انتشال الفريق من كبوته الحالية.
ولكن بعد خمسة مواسم سجل فيها إيتو أكثر من 100 هدف لبرشلونة وتصدر قائمة هدافي الفريق الموسم الماضي ، وفوز الفريق بثلاثيته التاريخية (دوري وكأس أسبانيا ودوري أبطال أوروبا) ، اضطر اللاعب للرحيل عن صفوفه في اطار صفقة تبادل ليتعاقد برشلونة مع السويدي زلاتان إبراهيموفيتش ، مهاجم انتر ميلان.
ومن المنتظر أن تكون البطولة الأفريقية المقبلة في أنجولا من المحطات التي لا يمكن أن تمحى من ذاكرة إيتو.
الإثنين أكتوبر 28, 2024 1:57 pm من طرف m.star
» حصريا المتصفح العملاق Opera 10.54 Build 3423 Final
الإثنين أكتوبر 28, 2024 1:57 pm من طرف m.star
» حصريا عملاق برامج المحادثة الغنى عن التعريف Skype 4.2.0.169 Final
الإثنين أكتوبر 28, 2024 1:57 pm من طرف m.star
» عملاق تشغيل الصوتيات Winamp 5.572 Build 2933
الإثنين أكتوبر 28, 2024 1:56 pm من طرف m.star
» قوانين منتدى نزال
الإثنين أكتوبر 28, 2024 1:55 pm من طرف m.star
» جديد حلقات علم القرآن للشيخ حسن مرعب
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:56 pm من طرف abu almajd
» قانون تعطيل التواقيع في الاقسام الاسلاميه
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:56 pm من طرف abu almajd
» قراءة الحائض للقرآن
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:55 pm من طرف abu almajd
» كيفية تسوية الصف
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:55 pm من طرف abu almajd
» الفحش والسب وبذاءة اللسان
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:55 pm من طرف abu almajd
» نبيل العوضي - بكل صراحه - الفضائيات العربيه 1/5
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:55 pm من طرف abu almajd
» قوانين قسم القران الكريم والسنه النبويه
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:55 pm من طرف abu almajd
» بلغوا عني ولو آية
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:54 pm من طرف abu almajd
» الشيخ محمد حسان مع دعاطف عبدالرشيد علي قناة الحافظ
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:54 pm من طرف abu almajd
» تفسير القران الكريم
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:54 pm من طرف abu almajd