صورة ساخرة من واقع الحياة المتصاعدة بالسوء
بقلم : الداعي بالخير: صالح صلاح شبانة
أصل هذه المقالة (نعي فاضلة ، وهي البريزة ، التي شبعت موتا ، فماتت مضاعفة ، وأتى الموت على العزيز الغالي ربع الدينار ، فكان لا بد من تسطير هذا النعي ، ولأن النعي وصل إلى الفاضل فكان لا بد من التحديث)
وكل ما عليها فان
وعلى كل حال تم تجديد المقالة السابقة لتغير الظروف الحياتية ..!!!!
بمزيد من الحزن والأسى ينعى الفقراء والمعدمين الى الشعب الأردني الفاضل ربع الدينار ، حيث قبل مدة وجيزة نعينا للشعب البريزة (العشرة قروش) ، ثم نعينا البريزة والنصف (الـ 15 قرشا ) ثم البريزتين مجتمعتان (الـ 20 قرشا) ، واليوم بعد انعدام القدرة الشرائية للمغدور الربع دينار (الـ 25 قرشا) ، بانتظار الموت والموت حق ، على نصف الدينار ، ومن ثم الدينار ، في ظل هذا التصاعد المتتالي ، وفي ظل عدم فهم ما يدور من حولنا ، وفي ظل التآكل على مواردنا ، وفي ظل عدم مقدرتنا على التنازل أكثر عن أساسيات حياتنا ، نستذكر في هذه الجولة في الذاكرة ، البائدة التعريفة ، وهي نصف القرش ، حيث كنت أركب بها مواصلة كاملة ، فى أوائل السبعينيات ، عندما كنت طالبا ، وعندما كنت جنديا ، وأستذكر أن أول راتب شهري تقاضيته كان (15) دينارا ، ومنه ومع راتب المرحوم أخي وكان (15) دينارا أيضا ، ومع راتب المرحوم أبي وكان (25) دينارا ، اشترينا نصف دونم أرض في الجبل الأخضر ، وكا أحد أرقى مناطق عمّان ، وأقمنا بيت ، وعشنا (12) نفرا حياة كريمة ، فكانت امي رحمها الله تشتري حاجيات البيت بنصف دينار ، ونعيش في بحبوحة ، وندفع فواتير الماء والكهرباء ، وفي حقبة الثمانينيات وصل راتبي لنحو 50 دينارا ، وتزوجت واستقليت في بيت خاص ، نعم لم أكن أدفع اجرة البيت ، ولكنني كنت أصرف على نفسي وزوجتي ، وكنت في نهاية كل شهر أشتري مونة البيت ، ومن ضمنها كيلو صنوبر بدينارين ، وكيلو لوز بدينارين ، قبل ان يظهر فستق العبيد المقشر ، وحل محل اللوز والصنوبر في حياتنا ، وقبل ان ينسحب هو الآخر ويدخل في قسم الرفاهية غير المبررة ...!!!!
وكان للقرش قيمة ، ثم اصبح العز للشلن ، وكان الشلن قيمة مالية لا بأس بها ، وكان ، أو كنا في حقبة الثمانينيات ندفعه اجرة مواصلات في السرفيس ، سيارة الصالون التي تعمل على الخطوط ، اما الحافلات فلم تكن تزيد عن قرشين ، ومن لا يملكهما كان السائق والكنترول يسامحاه ويعتبراها صدقة ، حيث كان عند الناس قيم ...!!!!
ولكن الأمور تسارعت في حقبة التسعينيات ، وكنت قد تقاعدت ، وصرت أتقاضى (90) دينارا ، وكانت ايضا كافية لحياة تستطيع الشراء بالشلن كيلو بندورة ، وخضروات اخرى ، وبنصف دينار دجاجة ممكن ان تكفي العائلة الصغيرة ، وتردى عصر الشلن وارتفعت البريزة ، فصار لدينا في مقبرة الأقتصاد ثلاثة قبور لثلاثة ضحايا ( التعريفة والقرش والشلن) ،واستمر النزول في حياة المواطن والصعود في تكاليف الحياة حتى نهاية التسعينيات ، وبدء الوجع الحقيقي مع سياسات حكومات الديجتال ، والخصخصة وتحرير السوق ، وحماية المحتكر وجزار رقاب البشر ، والفلتان الأمني في الأسواق ، واغتيال وزارة التموين التي كانت تحمي رقاب الفقراء وتشكل لهم مظلة أمنية ، وماتت البريزة ، وأضفنا لها القبر الرابع ، ونعيناها بالدموع والحزن والحسرة الشديدة ، ومن ثم البريزتان ، وارتفع ربع الدينار الذي بالكاد تشتري فيه حبة بوظة ، أو حتى يقبل به الطفل ، وصرت تدفعه لسائق الحافلة ، اذا سمح لك ان تلمسها ، وصارت قاعدة (الأجرة ربع دينار مهما كانت المسافة) إحدى قواعد اجرة الركوب ، وهكذا أذلو ربع الدينار الذي كان يجمع ويطرح ، فأصيب المسكين بجلطة من القهر شلّت قواه...!!!!
هذا تطور في الحياة وتحكمه اسواق العالم ، والغلاء عالمي ...!!!
آآآآآآآآآآآآآآآآآآمنا بهذه القاعدة ، وأصبحت اجرة العامل 16 دينارا ، وثمن مواد البناء خيالية ، واجرة المصانعة على رأي اخواننا المصريين (بنت كلب) ، الا الرواتب بقية تراوح مكانها بـ خطوة تنظيم ، مكانك سر ، وأصبح الراتب التقاعدي مسخوطا مضروبا بالقرد والشيطان الرجيم ، وصارت الحياة غاية في السوء والتعب والمشقة ، وكل موسم أو عيد أو مناسبة تسبب دمارا للمواطن المقهور ، فرمضان المبارك هم كبير ، وسيقول البعض ان رمضان يعلمنا التقشف والصبر ، ونحن فيها ، في التقشف والصبر مدى حياتنا ، ولكن للصيام وخصوصا في الحر الشديد حاجيات يريد الأنسان أن يعوضها ، فكيف يشتريها ؟؟؟؟
والولادة مأساة ، والموت خراب البيت ، والعيد عبء كبير ، وفتوح المدارس من أكبر المآسي على الأسرة الأردنية الأقل حظا ، وأنا منها ، وبامتياز ، ولا أخجل من فقري ، ذلك لأنني أنتمي للطبقة الأوسع والأكبر ، مع أن لا نائب ولا وزير يمثلنا ، لأنهم كلهم أبناء ذوات ، ومجرد رؤيتنا تسبب لهم الغثيان ، ومكاتبهم مغلقة أمامنا ، وشبابيك سياراتهم مسدلة بستائر سميكة ، ومكاتبهم وبيوتهم مغلقة ... وهم يفصلون الأنظمة والقوانين التي تخدمهم ، ونحن كخخخخخخ علينا ، وعلى الذين حوالينا ....!!!!!!!!!!!!!!!!!
مات ربع الدينار وحصل على القبر الخامس ، ونتمنى أن يمد الله بعمر نصف الدينار ولا يموت سريعا ، وأن يحفظ الدينار من كل زلزال اقتصادي آت آآآآآآآآآآآآآآآتِ آتْ ، على رأي فيروز .
وآخر الكلام ، المباح لأنني لم أقترب لغير المباح حفاظا على رقبتي من مقصلة الحيتان وذوي النفوذ ، حيث من المحرمات أن ننظر الى برك سباحتهم ، وقرودهم ونسانيسهم التي تأكل موزا ، لا نجد قشره ...!!!!!
الإثنين أكتوبر 28, 2024 1:57 pm من طرف m.star
» حصريا المتصفح العملاق Opera 10.54 Build 3423 Final
الإثنين أكتوبر 28, 2024 1:57 pm من طرف m.star
» حصريا عملاق برامج المحادثة الغنى عن التعريف Skype 4.2.0.169 Final
الإثنين أكتوبر 28, 2024 1:57 pm من طرف m.star
» عملاق تشغيل الصوتيات Winamp 5.572 Build 2933
الإثنين أكتوبر 28, 2024 1:56 pm من طرف m.star
» قوانين منتدى نزال
الإثنين أكتوبر 28, 2024 1:55 pm من طرف m.star
» جديد حلقات علم القرآن للشيخ حسن مرعب
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:56 pm من طرف abu almajd
» قانون تعطيل التواقيع في الاقسام الاسلاميه
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:56 pm من طرف abu almajd
» قراءة الحائض للقرآن
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:55 pm من طرف abu almajd
» كيفية تسوية الصف
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:55 pm من طرف abu almajd
» الفحش والسب وبذاءة اللسان
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:55 pm من طرف abu almajd
» نبيل العوضي - بكل صراحه - الفضائيات العربيه 1/5
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:55 pm من طرف abu almajd
» قوانين قسم القران الكريم والسنه النبويه
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:55 pm من طرف abu almajd
» بلغوا عني ولو آية
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:54 pm من طرف abu almajd
» الشيخ محمد حسان مع دعاطف عبدالرشيد علي قناة الحافظ
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:54 pm من طرف abu almajd
» تفسير القران الكريم
الجمعة أكتوبر 25, 2024 5:54 pm من طرف abu almajd