العرس وطقاطيقه

العرس وطقاطيقه
بقلم: الداعي بالخير صالح صلاح شبانة

لا نعرف الاشياء الا بعد ان نلج فيها ونغوص في اعماقها . قديماً قبل : ((العرس ما بكلف .. بس طقاطيقه )) !!
واذا تحدثنا عن العرس التقشفي (المربوط بخيط القنب ) (المعصور ) وكم يكلف لأ حجم كثير من الشباب عن الزواج ، وبما اني اهدف لزيادة عدد المتزوجين وتقليص عدد العزاب ومن فاتهن القطار ، سأحاول ان اجمل هذا الحديث رغم مرارته العذقة ...!!!
انا من المتحررين من كثير من القضايا التي تؤرق المواطنين الأردنيين مثل طبيخ العرس
( القرا ) واستلام وتقديم النقوط ، حيث اني تجرأت سنة 2001 عنما زوجت ابني البكر (صلاح الدين ) ان كتبت على بطاقة الدعوة ( يرجى عدم تقديم النقوط او الهدايا ، الرجاء التشريف دون تكليف ) رغم الانتقادات ، ورغم ذلك لمْ تكن دعوتي مسموعة او مقبولة...!!
الآن بعد ان فرغت من زفاف ابني الثاني (نور الدين ) سنة 2006 ، اي نحو خمس سنوات بين الزواجين اكتشفت اشياء هائلة تحدث في هذا البلد الذي يعاني من الفقر وسوء الاحوال الماديه (والشلح ) و(العريان ) و(ماكل روح الخل ) ان صالات الافراح اسعارها فلكية وان ابا العريس الذي (يَصُر قريشاته بطرف قضاضته ) وترجف يده مع مصروف كل قرش لا يعني شيئاً للجيل الذي سيتزوج تحت ذريعة (بدنا نبين قدام الناس) (بدنا نستر حالنا) ...!!!
وغيرها وان اجرة فستان العرس (الهامل ) ليوم واحد بلغ مائة دينار ، رغم ان المائة دينار حلم ناقص لعامل مياومة لشهر كامل وان مسكة العروس وهي قطعة بلاستيك لا يتجاوز ثمنها ربع دينار ، مع كذا وردة ذابلة تبلخ خمسة عشر دينار...!!!!
وهذه (الاسعار التقشفية) فهناك فساتين تصل اجرتها الى (الف دينار) ولكم ان تصدقوا (هالشبيبة) او تكذبوها (وان شاء الله الكل يجرب) ...!!
وان سهرة الشباب تضيف عبئاً آخر ، قد تستهين به فيصر العريس على فرقة تحيي له الحفل ، وكلها فرق سكراب ، اصواتهم كالجواعير وتجهيزاتهم من سنة السفر برلك ، وفي نهاية السهرة ستدفع ثمناً باهظاً كان من الممكن شراء اثاث مفيد للبيت مثل ثلاجة او فرن غاز او تلفزيون مع الدش وتوابعه ..!!
وسوف تشعر بالغبن على هذه المصاريف التي ذهبت الى الشيطان الرجيم ، اضافة الى حناء العروس وما يلزم حناء وضيافة واجرة باصات ، ثم يأتي يوم العرس فتفاجأ ببدلة العريس وملابسه وصالونه ....!!!
ثم احضار باصات للفاردة واعادتهم الى قواعدهم بعد انتهاء العرس . وفي النهاية (العرس لإثنين والمجانين الفين) ....!!!!
انا لا انكر ان العرس فرحة وكل جميل نطلق عليه اسم العرس .. حتى اذا تظاهر مجموعة تاييدا لرئيس الحكومة على الغلاء الفاحش نسميه (( عرس ديموقراطي )) والحصاد عرس وقطف الزيتون وكل المناسبات الاخرى الجميلة هي أعراس ...!!!!
ولكن الزفاف رغم الجمال والفرحة ، عبء شديد وتكاليف ليس لها حدود وليس لها وجوب ، وبالتالي فإن احجام الشباب عن الزواج ليس له حدود ، واننا لمْ نتكلم عن المسكن وتبعاته ، فمعظم العرسان يلجأون لإستئجار البيوت ، واليوم على مستوى الرصيفة (( جحر الأرانب )) تبلغ اجرته خمسين ديناراً وهو بيت لا يرى الضوء ولا الهواء ، لمْ تقع الشمس فيه قط و (خم الدجاج) ستون او سبعون ديناراً و(( برج الحمام )) يبلغ مائة دينار ، اما البيوت التي تصلح لسكن البشر فليس لها وجود أصلاً ، وان وجدت فهي في دولة أفلاطون الفاضلة...!!!
ويضطر اب مثلي ان يقسم بيته حتى يقيم ابنه وعروسه الى ما شاء الله ، ويقوم برمى نصف اثاث البيت كان قد اشتراها (( بكل شبر نذر )) .. وتمضي الحياة...!!
ان هذه الخسائر، حيث يكلف العرس التقشفي اذا ما تعاون العريس والعروس معاً وتجاوزا عن كثير من المتطلبات مبلغاً وقدره خمسة الاف دينار ، اذا اراد العريس ان يقترضها من احد البنوك سيضطر لدفع ((115)) دينار لمدة ( 58) شهراً ، وسيفاجئ عند انتهاء المدة أن أسعار الفائدة قد ازدادت ، وأن هناك مبلغ اضافي لا يعلمه الا الله عز وجل ومافيا المال...!!!
فيكون قد انجب الابن الاول وصار على ابواب مدرسة الحكومة...!!
وكان الله بالعون يا جماعة ....!!!
نشرت في جريدة اللواء في 19/12/2006 م
وعليه فالتكلفة في أي سنة نحن تضاعفت أكثر ، والحكي الذي قلناه صار بائتا ، بل محمضا ، فالمعذرة ...!!!!

http://www4.0zz0.com/2010/03/27/12/668939012.jpg
الداعي بالخير
صالح صلاح شبانة

شكرا اخي على الموضوع الجميل